كانت أحلامي كلها تكسرت على صخرة اعتقالي، وما إنْ بدأتُ بإدراك ما حولي حتى بدأ يتكشَّفُ لي هولُ الكارثة وعِظَمُها شيئاً فشيئاً. وإن ما كان يدور في أقبية الأمن ومراكز الاعتقال ما هو إلا جزء يسير من تلك الحالة في هذا البلد. لقد كانت حرباً قذرة بكل ما تعنيه الكلمة، كانت البيوت تتهدَّم فوق ساكينها، وعوائل كاملة كانت تختفي تحت أنقاض المباني لتصبح "أثراً بعد عين". كانت البراميل المتفجِّرة تنشر الرعب في كل مكان والأسلحة الكيماوية قد فعلت فعلها وأخذت حصتها من القتل. لقد ماتت أمي بقذيفة طائشة نزلت في حينها على قريتنا دون سابق إنذار، لم تكن تبعد كثيراً عن بيتنا، وحصدت معها طفلتين صغيرتين لأبناء الجيران كانتا في طريقهما إلى بقالة أبي حُسين.
أكرم البرجس، بدأ حياته في مدرسة القرية، ثم أكملَ تعليمه الثانوي في ثانوية أبي العلاء المعري، تخرج في كلية التربية في إدلب بصفة مدرس. عمل في مدارس المملكة العربية السعودية لمدة عشر سنوات ليعود بعدها مع بدء الحراك الثوري، ويكون مِن أنصار الحراك السلمي ونبذ العنف والطائفيَّة.