يمكن أن نغيِّر الحياة التي لا نرغب بها، أو أن نحصل على الحياة التي نرغب بها بأن ندرك أولًا أنَّ ذلك لا يحتاج منَّا عمرًا كاملًا لكي يحدث، وإنَّما مِن خلال لحظات معدودة كي نتَّخذ القرار الذي نريد أن يحدث. هناك قرارات اتَّخذناها في لحظات وبقِيَت بصحبتنا حتَّى النهاية، وهناك قرارات توقفنا للحظات قبل اتِّخاذها، فمنعَت مِن أن تكون النهاية هي البداية. وكما أنَّ كلَّ شيء في الحياة له وجهان، كذلك اللحظات أيضًا لها وجهان، وجه إيجابي بأنَّها تبقى بصحبتنا عمرًا كاملًا تحتَّ مسمَّى ذكريات، ووجه سلبي بأنَّها سريعة الحدوث كسرعة النار المشتعلة . تذكَّر دائمًا يا صديقي بأنَّك قبطان لحظات حياتك، وأنَّك المخيَّر دائمًا فيما تحمل تلك اللحظات بين طياتها. كم سيكون جميلًا عندما يمرُّ بك الزمن وتسترجع ذكريات حياتك التي كانت مِن اختيارك وحدك،وما أصعب عندما تتذكَّر لحظات حياتك وتستعيد ذكريات كانت مِن اختيار الآخَرين لك! نعم.. قد يكون هناك لحظات ندم وحزن، ليست كلُّها فرحًا، ولكن ما أجمل أن تندم على اختيارك وتتعلَّم مِمَّا أخطأتَ فيه، وما أصعب أن تندم على اختيار الآخَرين لك مِن دون أن تتعلَّم منه سِوَى قول لا!
صالحة الصهدي مِن السعودية؛ قدَّمَت لها الحياة الكثير مِن التجارب، تعلَّمَت مِن تجاربها، وأدركَت بأنَّ كلَّ تجربة كانت تمُرُّ بها كانت لا تحتاج للكثير مِن الوقت كي تمضي، وإنَّما لحظة إدراك واحدة قد تغيِّر مجرى كلِّ ماكان يحدث معها؛ فأرادَت أن تصل لأكبر عددٍ من الناس لكي تخبرَهم بقوَّة اللحظة. فِعل واحد فقط قد يُغيّرك إلى الأفضل، أو إلى الأسوأ.. لحظة توقُّف، أو لحظة تقدُّم، أو لحظة ذِكرى قد تصنعها قد تُميتك أو قد تُحييك، وأنتَ المخيّر دائمًا فيما تعيش في تلك اللحظة.