نحن لا نكبر بعدد السنوات التي عِشناها وانتقصناها منذ تاريخ ولادتنا، نحن ننضج بعُمق وشدَّة المواقف التي مرَرنا بها، فأتلفَت شعورًا، وخيَّبَت ظنونًا، وفتحَت آفاقًا ومساحات جديدة لاستقبال علاقات أنقَى. نحن نتعلَّم إذا طرقَت مسامعنا حكاياتٌ مِن الواقع، أو إذا ذُقنا مِن مَرارة كؤوسها دروسًا؛ فأصبَحنا شعراء، وحكماء، وفلاسفة أحيانًا. خُذ مِن المواقف دروسًا، وامضِ دون الالتفات إلى الوراء.. تخلَّص مِن تلك الوسادة التي أشبَعتَها بَللًا بدُموع عينَيك فغيَّبت بياضها..خفِّف ثِقل ذاكرة هاتفك مِن أرقام لَم تعُد ذات فائدة بعد الآن..عانقِ القادم مِن حياتك بتصالح لا محدود مع ذاتك، وعِش حياة أَنضَج كما اخترتَها أنتَ فقط!
حصة سيف إبراهيم الغزال الشامسي، ليسَتْ أسطورَة ولا لغزاً غامضاً لتبحَث في هويَّتها. هي أنثى بسيطة في العقد الثالث مِن العمر، تعشق القلم والأدب، تعمل بوظيفة رسمية، وتتشرَّف دوماً بِلَقبِ "أم". قد لا تكون ذلك الشخص الذي يمكنك مقابلته كلَّ مساء لاحتساء فنجان قهوتك معه، ولكنَّها على يقين بأن كلماتها ستلامس حتماً مشاعِرَ لربَّما ما زالت عالقة في ذاكرتك. ليس لدَيها الحلُّ لِمَا مضى في حياتك، فلْتعذروها، وليس بيدها تغيير واقعك؛ فهذا بيدِ الربِّ، يكفيها أنْ تَجِدَ بين أسطرها ما يُلامِس مشاعِرَك، ويعيدُ لنَفسِك الأملَ مِن جديد، بأنَّ ما مضَى لَم يكُن سِوَى درس، وأنَّ الأفضل قادم، فانتظِره بشكل لائق يليق بجمال قلبك اللطيف.