هل يمكن لأحدٍ مثل ساهرٍ أن يشكِّك بصديقه المقرَّب مِن أجل حمار؟! وهل يُسامحُ المتَّهم كجوادٍ صديق عمره لاتِّهامه وتجريمه له دون دليلٍ يُرى ولا إثبات إدانة؟! أم أنَّها وحدها الأحداث والمواقف التي تُرينا معدن الأصدقاء غيرَ عابئةٍ بما طوَتِ الأيام مِن سنين لهذه الصداقة؟ كيف يمكن لصديقَين مقرَّبَين مِن بعضهما بالكشف عن مدى عمق صداقتهما؟ فِتيانٌ شُجعانٌ بحكايتهم، ورجلٌ طمَّاعٌ جشع يُوقع بهم عند صاحب الشرطة الصارم، فيَحدث أن ينقلب السِّحر على الساحر، ويُوَرِّط نفسه بما لَم يكُن يتوقَّع، وهذا كلُّه فقط مِن خلال حذقِ عيون فتاةٍ صغيرةٍ يتيمة! نعم.. إنَّها قضيَّةُ الفِتيانِ الأربعةِ والحمار عند القاضي الميسور المؤمن.
راما أمير الدخيل، شابَّة سوريَّة، وعمرها أربعة وعشرون عامًا، لجأَت إلى ألمانيا أواخر العام 2015م مع عائلتها بعد مُعايَشتِها لجرائم الحرب الشَّنيعة بكلِّ أشكالها، والَّتي فقدَت خلالها مدرستَها، كتُبَها، أحلامها وآمالها آنذاك، والأصعب كان فقدان أخيها الصَّغير شهيدًا. تعمل مساعدة طبيب أسنان واختصاصية عناية الأسنان وتنظيفها بعيادة طبيب أسنان بالمدينة حيث تقطن، والأهمُّ أنها تجِد نفسها هاويةً للكتابة، تُلهمها الموضوعات والقصص الَّتي يتمُّ تداوُلها على ألسنة النَّاس في المطاعم والمقاهي والشوارع والحواري والمدارس والمكاتب والمشافي، وحتى من وراء الشاشات، المقالات المنشورة بين سطور الصحف والمجلات، تصميمات المهندسين ورسومات الفنانين وسيمفونيَّات العازفين وخيال الأطفال، وكل هذا وذاك يجزمُ في نفسها عزيمةً قويَّةً بالمواصلة الحرَّة للانتماءِ للحياة مهما كانت الصعوبات أقوى وأجلُّ منها ومِن ظروفها. تكتُب باللغتَين العربية والألمانية قصصها والرِّوايات، والَّتي منها ما قد أتمَّته ومنها لا زالت قائمةٌ عليه تكتُب وتمحي حتَّى تستقرَّ إلى نصِّ أو خاطرة تستحقُّ تَركَها تتموضَع فوق الورق كما يَحلو لها. لها بعض الخواطر باللغتَين الإنكليزية والفرنسيَّة، إذ إنَّها بالمُناسبة تعمل طوعًا مترجمةً ما بين هذه اللغات الأربع، وتساعِد الواصلين الجدُد إلى ألمانيا (منطقتها) بالأمور اليوميَّة من البيروقراطية، الثقافية، الاجتماعية ،الدراسيَّة والطبيَّة إلخ.. وتلحق بهم الاندماج حتَّى يكونوا أعضاء فاعلِين بالمجتمع.