الكتاب عبارة عن مائة موضوع في حياتي، علَّموني الاستمرار في الحياة بحب ولطف وسلام، وفي كلٍّ منها نور في ركن خفيّ مِن أركانها، والواعي هو مَن يهتدي إلى هذا النُّور. ولَسنا كلُّنا واعين؛ فنحتاج أحيانًا إلى أدوات وطُرُق لنهتدي إليها، والكُتب مِن هذه الأدوات. وكتابي هذا نوَيتُه نورًا وطريقة للاهتداء إلى الرُّكن الخفيّ المنير في كلِّ شيء يمرُّ في حياتنا، سواءً كان الأمر خيرًا أم شرًّا، ولا بأس أن تكون في حياتنا تناقضات؛ فجمال الحياة بتناقضاتها.
سارة محمد البلوشي إنسانة عصاميَّة، قيَّمَت حياتَها السَّابقة الشَّخصيَّة منها والعمليَّة، ثم وضعَت خططًا محدَّدة ماديًّا وزمنيًّا وعِلميًّا، وأيضًا اشتملَت على كافَّة الجوانب الحياتيَّة الأخرى، واشتملَت على أهدافٍ دأبَت على تنفيذِها وفقَ أولوِيَّاتها، فباتت تُنجز هدفًا تلوَ الآخر حتَّى بلغَت في تنفيذ الأهمِّ منها والأبرز. وكونها تملك نفسًا طموحة وتوَّاقة لَم يكن ما حقَّقَته كافيًا بالنِّسبة لها، وتاقَت نفسُها للرِّيادة والتميُّز والاستمرار في تحقيق المزيد من الإنجازات، ووضعَت لحياتها منهجيَّة واضحة، اجتازَت مِن خلالها الكثير مِن الصِّعاب، مُلهمةً مبدعةً في إلقاء الكلمة، ومِن المؤثِّرين سواء بكلماتها الإيجابيَّة أو بمدادها المُضيء الَّذي يسلِّط ضوءَه، فيُنير الزَّوايا المُظلمة للكثيرين مِن المُحيطين بها. تألَّقَت في العديد مِن المشاهد والمواقف التدريبيَّة، وورش تطوير الذَّات والتَّنمية البشريَّة، وكان لديها حُلمٌ دائمٌ في أن تكون الاستدامة طريقًا لكلمتها وتأثيرها الإيجابيّ على شريحة أشمل وأوسع في الحياة، فكان الطَّريق لذلك تأليف كتاب يحمل في طيَّاته حروفًا تحمل سِمات الإيجابيَّة، وحبَّ الحياة، وقِيَمًا غائبةً عن وَعي الكثير منَّا في ظِلِّ حياتنا المُتسارعة.