رواية يَصعب تصديقُ أحداثها، لكنَّها وقعَت على أيِّة حال ورُويَت كما هي: بطلها الأستاذ الجامعي د. وجدي المتخصِّص في التاريخ، تتغير نظرته إلى التاريخ فيمقته ويهجرُه إلى الأدب بمحاولة كتابة أوَّل رواية له. تستعصي عليه فكرتها. يعلم – بطريقة ما – أن دوستويفسكي مات ولَم يتمكَّن مِن كتابة الجزء الثَّاني من "الأخوة كارامازوف" الَّذي خططَ أن يأتيَ بعد عشرين سنةً مِن حياة أبطال الجزء الأول، في حين أن ثمة طرف خفيّ غير منظور له مصلحة مباشرة في سفر د. وجدي إلى مدينة سانت بطرسبرج الروسيَّة التي عاش وكتبَ ومات فيها دوستويفسكي. يسافر إليها بالفعل وقد وضع في حسبانه أن يجد مَن يستحضر له روح دوستويفسكي لكي تملي عليه نص الجزء الثاني الذي لَم يُكتب. فشلت عمليَّة الاستحضار والسبيل الوحيد أمام البطل للحصول على فكرة روايته أن يعود بروحه وفي جسدٍ كائن آخر إلى أيام دوستويفسكي ومعايشته عن قرب. العجوز الشامانية التي يتعرَّف عليها مصادفة وتُقنعه بالسفر إلى موطنها سيبيريا، تبين أنها تملك قدرات خاصة وتجري له طقس إعادته إلى عصر دوستويفسكي في شكل روحه تحلّ في كائن آخر؛ فكيف ستتطوَّر الأحداث بعد ذلك؟ وما هو مصير بطلنا وهو يُلاحق فكرة لا أكثر؟
وُلدَ كريم صبح عطية العبيدي في مُحافظة كركوك – العراق في عام 1969م. حائز على دكتوراه تاريخ مُعاصِر مِن قسم التَّاريخ – كليَّة التَّربيَّة، ابن رُشد – جامعة بغداد. أستاذُ التَّاريخ الأمريكي في جامعة بغداد، وله خمسة كتُبٍ في تاريخ الولايات المتَّحدة وعضو الاتِّحادِ العامِّ للأدباءِ والكتَّابِ في العراق. له ثلاث مجاميع قصصيَّة منشورة، هي: بائِع الألَم، رأسٌ للإيجار، مالك المقبرَة.. وله روايةٌ واحِدة مَنشورة، عنوانُها: "الوَجه الآخر للضَّباب".