همسَ المدير في أذُني بكلماتٍ أثارت في نفسي الضِّيق والكدر، فخرجتُ مِن عنده وأنا غاضب. في الثاني مِن سبتمبر لعام 2005، وفي تمام الساعة العاشرة مِن صباح ذلك اليوم؛ كنتُ أقفُ في الرّواق الرَّئيس للمستشفى. كان الرّواق يقفُ على تقاطع طرقٍ لأجزاء المستشفى، كنتُ مثلَه أقفُ على تقاطع طرقٍ لأجزاء حياتي. الناس تجيءُ وتذهب ولكن لا أحد يكلِّم أحدًا، ولا يلتفتُ أحدٌ لأحد. وفجأةً قبضَ أحدُهم على معصمي بقوَّة حين التفَتُّ، جحظَتْ عيناي وتساءلتُ: كيف عرفَ مكاني يا تُرى؟ لَم ينبس ببنت شفةٍ، وأنا لَم أتكلَّم.. سارَ وسرتُ معه كطفل صغير، سِرنا معًا في طريقٍ مجهول.
عبد الله بن علي الشنبري طبيب متخصِّص في طبِّ أمراض الجهاز الهضمي والكبد لدَى الأطفال. ألَّف العديد مِن الكتب، مثل: "ماذا فعلَ بنا الإنترنت؟"، و"قصَّة الطبِّ مِن بيت الحكمة إلى البيت الأبيض"، و"كتاب الحياة". كتاباته متنوِّعة مثل قراءاته واهتماماته، كتبَ عن الحياة، عن تأثير الإنترنت في الجنس البشري، عن قصة الطبِّ وتطوُّره منذ الأزل وحتَّى عصرنا الحاضر، وعن الهندسة الوراثيَّة وخطر التَّلاعُب بالجينات والفيروسات في المختبرات، والآن يكتب مذكِّرات عن حياته الشخصية والمهنية.