تحمِلُ رسائلُ الكتاب رؤيَةَ المؤلف لأسبابِ ومقوِّمات تحقيق النَّجاح مِن خلال الفَهْم العِلمِي الصَحيح لواقِع الحياة، وقُدِّمَت في إطار علمي وديني مثير، قَيِّم وغَنِيٍّ عالي التركيز، تمَّ اختيارُه بعنايَة لتقديمِهِ لكلِّ الباحثينَ عن إجاباتٍ لتساؤلات مُحَيِّرَة تَشغَلُ بالَ الكثيرين، وذلكَ في رسائلَ منفَصِلة تُجَارِي سرعةَ إيقاعِ الحياةِ العصرية، وجاءَت بالكثير مِن التَشريح الدقيق لِمَا يختَلِجُ الإنسانَ مِن خواطِر ومشاعِر بهدَف كَبْحِ جِمَاح وغُرور النَّفْس عند اعتقادِ البَعض بِتَمَكُّنِ البَشَريَّة، وبيان أنَّ الفَضلَ كل الفَضلِ للهِ وحده، وأَنَّ اللهَ خيرٌ حافظًا . كما نجَحَ المؤلفُ وتمَكَّنَ ببَراعَة مِن التقريب بين رسالَتَي العِلم والدين بأسلوبٍ فَرِيد ومشَوِّق غَير مَسبوق يُخاطِب العقلَ والقلبَ في آنٍ واحد، ويَملأُ النفسَ بالطمأنينة والإيمان مِن خلال التدعيم النَفْسِي في ساعات الشِّدَّة والإحباط وصولًا لتعزيزِ الإرادة والثَّبات على اليَقين، ممَّا يفتَحُ آفاقًا للنجاح بثقةٍ ووَعْيٍ كامِلَين، وقد تمَّ إعدادُ الكتابِ كي يكونَ مَرجِعًا مُعِينًا ورفيقًا دائِمًا للقارئ يَرجِعُ إليهِ وقتَ الحاجَة، وهَدِيَّةً مختارَةً تُقدَّمُ لكلِّ عَزيز.
أكرم محمد العماوي، مِن مواليد مدينة الخَليل الفلسطينية، حيثُ المسجد الإبراهيمي الشريف. نَشأَ في أُسرةٍ محافِظَة لوالِدَين مِن قرية (المَسْمِيَّة) أصلاً، الواقِعة جنوب مدينة يافا الساحلية. عاشَ الكاتب كسائِرِ أبناءِ فلسطين كافَة أحداث النزوح والشّتات، وتلَقَّى تعليمَه الأساسي في الأردن في ظِلِّ حرصٍ شديد مِن والدَيه على رسالةِ التعليم الذي تحقَّقَ بفضلِ الله لكافةِ إخوَة المؤلف وأخَواته. أَكمَلَ تعليمهُ الجامعي في إحدى الجامعات الأوروبية، وحصلَ على شَهادة الماجستير في الهندسة. ومِن هواياتِه الرسم التجريدي وكِتابَةُ الشِّعر الحَديث. ورِثَ الكاتب عن والدِه دوامَ التَّفكُّر في عظمَة اللهِ وقدرَتِه، وكانَ للأبِ المُلهِم الأثرُ الكبير في صقلِ شخصيتِه، فأحبَّ البَحثَ والقراءةَ في صِغَرِه، ودائماً ما أَثارَت كافة التخصصات والاكتشافات العلمية فُضولَهُ خلالَ كافة مراحِل حياتِه.