ارتبطتُ عاطفيًّا ببطلة الرواية التي لقَّبتُها بأجمل ما رأت عيني، ولكَي أعلِّمها الشوق والحنين كنتُ أبتعد عنها بضعة أيامٍ، وحين أعود إليها أجدها تخبرني أنَّها تموت في غيابي بالبطيء، وبأنِّي لا أعلِّمها الشوق، بل أعذِّبها به. ثمَّ سافرتُ في رحلة عمل لمدَّة ثلاثة أشهُر، وإذا بي أُعَذَّب بفراقها، وهو نفس السلاح الذي عذَّبتُها به مع زيادة في لوم ضميري. ولأنَّ الوقت لا يمضي، وكلُّ صُوَرها وذِكراها في مخيِّلتي، كتبتُ لها رواية "ملاك يزور الأرض"، وعندما رجعتُ مِن السَّفر ذهبتُ لبيتها، فوجدتُها منهارة، وظَهر ذلك في عينيها، فأشفقتُ عليها وقلتُ لها: سامحيني؛ فما أخَّرَني عنكِ سِوَى هذه الرواية التي ألَّفتُها لكِ. فقالت: أنا لا أريدها، بل أريدكَ أنتَ، مِن فضلكَ احضنِّي. وبالفِعل لَم تقرأ روايتها، ولَم تعلم شيئًا عنها حتَّى الآن!
وُلِدَ ياسر الخضري إبراهيم بحيٍّ مِن أحياء شبرا بالقاهرة، وبوفاة والده انتقلتِ الأسرة إلى مدينة المنصورة للإقامة بها. حصل المؤلف على بكالوريوس كلية التربية الفنية بالزمالك جامعة حلوان عام 1996، ولُقِّب بشاعر الكلية عام 1994 حين نال وسام الجامعة عن قصيدة شعر "سافري مِن موانئ". وفي عام 2000، فاز المؤلِّف بمسابقة نعمان عاشور في الأدب بالمنصورة عن القصة القصيرة "أماني فانية". في عام 2021 بدأ المؤلف كتابة أول سيناريو وحوار لفيلم، وتَمَّ تقديمُه في عام 2023 لشركة إنتاج بالقاهرة. المؤلِّف يعمل معلِّمًا خبيرًا للتربية الفنية بوزارة التربية والتعليم.